يدور الجزء الأول من فيلم "Avatar" حول صراع شرس بين شعب "النافي" على كوكب "باندورا" والبشر القادمين من الأرض، الذين يسعون لاستعمار كوكبهم واستغلال موارده. هذه الحبكة تُعد تلميحًا واضحًا إلى الاستعمار الأوروبي للأمريكيتين بين عامي 1492 و1800 تقريبًا.

في ردّه القانوني على دعاوى قضائية تتهمه بسرقة فكرة الفيلم من أعمال سابقة، صرّح المخرج جيمس كاميرون: "فيلم Avatar هو رواية خيال علمي لتاريخ أميركا الشمالية والجنوبية في الفترة الاستعمارية المبكرة".

وأضاف: "أشار أفاتار بوضوح إلى الفترة الاستعمارية في الأميركتين، بكل ما رافقها من صراعات وإراقة دماء بين المعتدين العسكريين من أوروبا والشعوب الأصلية. أوروبا تساوي الأرض. النافي هم سكان أمريكا الأصليون. ليس المقصود من هذا التلميح أن يكون الأمر خفيًا".

ويتناول الفيلم أيضًا قضايا بيئية مهمة، إذ يركّز على حماية التنوع البيولوجي والنظم البيئية. ويرى برون تايلور، أستاذ الدين والطبيعة في جامعة فلوريدا، أن هذا الموضوع البيئي يرتبط بشكل مباشر بالحبكة الإمبريالية. ويقول تايلور، مؤلف كتاب "أفاتار وروحانية الطبيعة": "يروي الفيلم مجازيًا قصة حقيقية عن كيفية انتشار الثقافات الإمبريالية حول العالم، مُدمّرةً المجتمعات الأصلية والتنوع البيولوجي في كل مكان تنتشر فيه، وهو ما حدث في كل مكان تقريبًا".

من جانب آخر، تشير بعض العناصر البصرية والثقافية في "Avatar" إلى تأثير واضح من شعوب النيل، وتحديدًا من جنوب السودان.

ففي هذه المنطقة، يُعتبر خدش الوجه تقليدًا شائعًا بين شعب الدينكا، يُستخدم كعلامة على مراحل الحياة أو الهوية الثقافية. كما أن شخصية "موات" في الفيلم ترتدي حبات الدينكا التقليدية.

أما الشخصية الشريرة الجديدة في "أفاتار"، فتظهر بوجه مغطى بالرماد، وهي ممارسة تستخدمها قبيلة المنداري في جنوب السودان لحماية أنفسهم من الشمس وطرد الحشرات طبيعيًا.

ومن الملاحظ أيضًا أن اسم "Varang" في الفيلم يُشبه إلى حد كبير الاسم الشائع "Garang" في جنوب السودان. ويُعرف سكان هذه المنطقة ببشرتهم الداكنة، التي تُوصف أحيانًا بأنها "زرقاء" أو "زرقاء سوداء"، ما يعكس مظهر النافي في الفيلم.

كما يُعتبر شعب الدينكا من أطول الشعوب في العالم، حيث يتراوح متوسط طول الرجال بين 6'2" إلى 6'4"، ويتجاوز البعض 6'6".

وبالإضافة إلى ذلك، استُوحي شعر شخصيات "أفاتار" من تسريحات الشعر التقليدية للرجال في قبائل الماساي.