أُطلقت أغنية "I Will Survive" وترجمتها الحرفية باللغة العربية (سأصمد) للنجمة الأمريكية غلوريا غاينور في عام 1978، وأصبحت واحدة من أكثر الأغانيات تأثيراً وشهرة في العالم كما تحوّلت إلى نشيد عالمي يعكس "قوة الإرادة والصمود في وجه المحن".

ظروف كتابة العمل

كُتبت الأغنية على يد المؤلفَين فريدي بيرين ودينو فيكاريس، وكانت في البداية مخصصة لتكون النسخة الثانية لأغنية أخرى بعنوان "Substitute" ضمن ألبوم Love Tracks. لكن اغنية "I Will Survive" استطاعت ان تخطف الأضواء وأن تتصدر قوائم الموسيقى في الولايات المتحدة والعالم، وبلغت المركز الأول في قائمة "Billboard Hot 100" عام 1979.

رسالة الأغنية

تروي كلمات الأغنية قصة شخص يتجاوز ألم الانفصال العاطفي، ويكتشف قوته الذاتية وقدرته على الاستمرار والنجاة.
رغم أن الأغنية لا تُحدّد جنس المتحدّث أو الطرف الآخر، إلا أنها لاقت صدى واسعاً بين النساء، وأصبحت رمزاً للاستقلال والتمكين النسائي، كما تبنّتها مجتمعات عديدة، خصوصاً المجتمع المثلي، كنشيد للصمود والاعتزاز بالهوية، خاصة خلال أزمة الإيدز في الثمانينات.

قصة الألم خلف الصوت القوي

في الوقت الذي سجّلت فيه غلوريا غاينور الأغنية، كانت تمر بظروف شخصية صعبة: كانت تتعافى من عملية جراحية في الظهر، وتواجه حزنها العميق على وفاة والدتها. هذه المشاعر الجياشة انعكست على أدائها، ما أضفى عمقاً وصدقاً كبيرين على كلمات الأغنية ورسالتها.

النجاح الاستثنائي

في عام 2016، أدرجت مكتبة الكونغرس الأمريكية الأغنية ضمن "السجل الوطني للتسجيلات"، تقديراً لقيمتها الثقافية والتاريخية والفنية. ويُنظر إليها اليوم على أنها تحفة خالدة تمثل الأمل، والإرادة، والقدرة البشرية على النهوض بعد السقوط. وبعد مرور أكثر من أربعة عقود على إصدارها، لا تزال تُلهم الملايين حول العالم، وتُذكّرهم بأنهم قادرون على تخطي الألم والمضي قدمًا مهما كانت الصعوبات.