يكشف مسلسل وثائقي جديد عن تفاصيل لم تُرَ من قبل في قصة المدونة المسافرة غابي بيتيتو، وهي شابة تبلغ من العمر 22 عامًا قُتلت على يد خطيبها براين لوندري خلال رحلة عبر الولايات المتحدة في عام 2021.
وكما هو الحال في العديد من حالات العنف المنزلي، أثارت قصة "جريمة أميركية: غابي بيتيتو" موجة من الغضب بسبب غياب التدخل قبل العثور على جثتها المخنوقة في غابة بريدجر-تيتون الوطنية بولاية وايومنغ. (وتوفي لوندري لاحقًا منتحرًا، حسب تقرير الطبيب الشرعي).
قضية بيتيتو هي واحدة من العديد من مآسي العنف المنزلي التي تشمل الشباب والتي لا تزال تثير الغضب والخوف، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالمراهقين.
في الولايات المتحدة، يعتبر العنف في علاقات المراهقين أمرًا شائعًا، حيث يتعرض حوالي 1 من كل 3 مراهقين للإيذاء الجسدي أو الجنسي أو العاطفي أو اللفظي من شريك عاطفي، وفقًا لإحصاءات من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا.
عواقب العنف في العلاقات العاطفية للمراهقين يمكن أن تكون فورية وطويلة الأمد.
فالضحايا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، القلق، تعاطي المخدرات، السلوك العدواني، وأفكار انتحارية، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وفي معلومات أوردتها الـCNN:
العلامات المبكرة
يربط الكثيرون العنف في العلاقات بالأذى الجسدي، مثل الدفع أو الضرب أو الاعتداء الجنسي، ولكن هناك نوعًا آخر من العنف النفسي يُعرف باسم التحكم القسري، وهو شائع في هذه العلاقات.
تُستخدم هذه الطريقة لفرض السيطرة على الشخص الآخر، وغالبًا ما تهدف إلى زرع مشاعر العزلة والخوف، بحسب الدكتورة شيري هامبي، أستاذة الأبحاث المتميزة في علم النفس بجامعة الجنوب في سيوانى، تينيسي.
علامات شائعة لهذا النوع من السلوكيات تشمل:
- الإلحاح لمعرفة موقع الشريك طوال الوقت أو إجباره على مشاركة موقعه الجغرافي.
- الضغط للحصول على صور حميمة أو كلمات مرور شخصية.
- السعي لعزل الشريك عن أصدقائه وعائلته ومن يعتبرهم تهديدًا للعلاقة.
الكثير من المراهقين يواجهون صعوبة في التعرف على هذه الديناميكيات غير الصحية، خاصة وأن الثقافة الشعبية كثيرًا ما تُصور الغيرة كعلامة على الحب.
لكن بحسب الدكتورة كريستا مهايري، وهي طبيبة نفسية وأستاذة مساعدة في جامعة فاندربيلت، فإن السلوكيات التي تدور حول السيطرة هي دائمًا إشارات حمراء لمشاكل أعمق.
أما الاعتداء الجنسي لا يشمل فقط الاغتصاب، بل يشمل أيضًا أي نوع من الإكراه مثل التقبيل القسري، اللمس دون موافقة، أو الضغط لممارسة الجنس.
الموافقة يجب أن تكون واضحة، حماسية، ومستمرة — ويمكن سحبها في أي لحظة، بحسب هامبي.
كما أن هناك نوعًا آخر يُعرف باسم الإكراه الإنجابي، ويتضمن الضغط لممارسة الجنس بدون حماية، أو الكذب بشأن وسائل منع الحمل، أو التلاعب لتكوين أسرة ضد إرادة الطرف الآخر.
أسئلة تساعد المراهقين على تقييم علاقتهم
تنصح هامبي بأن يُجري الآباء والأوصياء محادثات منتظمة مع المراهقين للتعرف على أي تغيرات أو مشاكل.
أسئلة مهمة تشمل:
هل يُهينك شريكك أو ينتقد مظهرك أو وزنك؟
هل يدعم هواياتك واهتماماتك أم يحاول منعك عنها؟
هل يشجعك على متابعة التعليم أو الوظائف التي تناسبك؟
علامات أوضح للعنف تشمل التهديدات المباشرة، تدمير الممتلكات، أو محاولات الاعتداء الجسدي.
دور الأهل في الحماية والتوجيه
التدخل في علاقة المراهق يمكن أن يكون صعبًا، لأنهم يميلون لمقاومة إشراف الأهل.
لكن بدلاً من الضغط، توصي هامبي بتقديم الموارد والمعلومات حول العلاقات الصحية والمؤذية، ليطلع عليها المراهق بنفسه.
كما يُنصح بالاستعانة بأطراف أخرى محل ثقة، مثل قريب، مدرب، أو قائد ديني.
أوضحت مهايري أن تعليم الأطفال قول "لا" بثقة منذ الصغر يساعدهم في التعامل مع المواقف الصعبة في المستقبل.
استغلال الأوقات المناسبة، مثل ركوب السيارة لفترات طويلة، يُعد فرصة جيدة لإجراء هذه الحوارات بشكل غير رسمي.
تقديم نموذج للعلاقات الصحية
الأهل يشكلون النموذج الأول في حياة المراهقين. لذا، عليهم أن يُظهروا الاحترام، التواصل، واللطف، إضافة إلى وضع الحدود الصحية.
لكن التمثيل وحده لا يكفي، ويجب أن تترافق القدوة بالتوجيه المباشر حول كيفية التعامل مع تحديات العلاقات.
قد يتردد المراهقون في التحدث عن مشاكلهم، لذا من المفيد استخدام أمثلة من الثقافة الشعبية كنقطة انطلاق للحوار — مثل أغنية "Baby, It’s Cold Outside" التي ينتقدها البعض بسبب تطبيعها للإكراه.
كذلك، يمكن الحديث عن علاقات حقيقية يراها المراهق في حياته اليومية، كعلاقات أصدقاء أو معارف مطلقين.
الأهم من كل شيء، على الأهل أن يُوجدوا بيئة آمنة وخالية من الأحكام حتى يشعر المراهق بالراحة في التحدث، دون خوف من العقاب الفوري.
تقول مهايري:"يحتاج الآباء إلى بناء علاقات يعرف فيها الطفل أن والديه سيستمعون إليه ويُبدون فضولًا، بدلاً من رد الفعل الفوري."