من أشهر قصص النجوم الغربية، قصة نيكولو باغانيني عازف الكمان والغيتار والملحن إيطالي الشهير. فهو من مواليد جنوة بإيطاليا عام 1782. ويُعتبر حتى يومنا هذا، أحد أعظم عازفي الكمان، فهو ترك بصمة من خلال تقنية الكمان الحديثة التي ساهم بنشرها، فقد كان عبقرياً.

صفقة والدته مع الشيطان

منذ صغر سنه، أرادت والدته أن يكون عازف كمان عظيماً، ويقال إنها قامت بصفقة مع شيطان، وباعت روحه من أجل العظمة، وعندما تمت هذه الصفقة، تغيرت حياة هذا الطفل الصغير. تحول إلى طفل عبقري جداً، إلى درجة أنه تمكن من العزف على الكمان في سن السابعة، وكان يؤدي معزوفاته في الأماكن العامة.

عندما بلغ 13 عاماً، تم إرساله إلى عازف الكمان الشهير أليساندرو رولا، لكن باغانيني كان موهوباً جداً، إلى درجة أن أليساندرو أرسله إلى معلمه، الذي بدوره أيضاً أرسله إلى أعلى أستاذ في الموسيقى، لأن موهبة باغانيني كانت كبيرة جداً.

مدمن على الكحول ومقامر

عندما أصبح باغانيني لعمر الـ 15 عاماً، بدأ يقوم بجولات موسيقية منفردة، لكنه أصيب بانهيار، وتراجعت صحته العقلية بشكل كبير جداً. سرعان ما تحول إلى زير نساء، ومدمن على الكحول ومقامر. بعدها تعافى، وعاد إلى صناعة الموسيقى، وأصبح من أوائل عازفي الكمان الذين يعزفون في الأماكن العامة من دون وجود أوراق النوتات الموسيقية، إذ كان بإمكانه حفظ كل شيء، وكان ماهراً جداً.

الجميع أصبح يعرف...

وانتشرت الأخبار القائلة إنه أبرم صفقة مع الشيطان، حتى أن الكثير من الناس، إدعوا أنهم رأوا باغانيني خلال أدائه مع قرون وذيول تحوم حوله، وأصبحت سيرته على كل لسان.

نهايته

عندما توفي باغانيني في 27 أيار/مايو 1840، رفض الجميع دفنه في جنوة، أي في مسقط رأسه، ورفضت كل الكنائس استقبال جثته.

استغرق الأمر أربع سنوات، واستأنف البابا المناشدات لدفنه، قبل أن تسمح الكنيسة بنقل جثته إلى جنوة، إلا أنه لم يُدفن حينها. تم دفن جثته في عام 1876 في مقبرة في مدينة بارما. في عام 1893، أقنع عازف الكمان التشيكي فرانتيشيك أونديسيك حفيد باغانيني، أتيلا، بالسماح للبعض بمشاهدة جسد عازف الكمان. بعدها أعيد دفن جثة باغانيني في مقبرة جديدة في بارما في عام 1896.