أسرار العائلة المالكة البريطانية لا تعد ولا تحصى. تم الكشف عن بعضها واحتلت مساحات واسعة في الصحف وتم التداول بها على مواقع التواصل الإجتماعي وهي غالباً تستقطب إهتمام المتابعين الذين يرغبون بالإطلاع على أخبار العائلة الملكية البريطانية. ومن الأسرار التي لا تعرفونها أن العائلة المالكة تمتلك قطاراً سرياً منذ 200 عام. متى صنّع القطار ولأي هدف؟

تصنيع القطار

طلبت زوجة الملك ويليام الرابع تصنيع القطار عام 1840. وبعد مرور سنتين كانت الملكة فيكتوريا هي الأولى التي تنقلت فيه وزيارة أنحاء مملكتها الواسعة بسرعة. تم تجهيز القطار بالطاقة الكهربائية وإنشاء غرف للنوم وصالة للطعام. وتم فيما بعد إضافة مقطورات لإحتواء صالة استقبال مزينة بالحرير الأزرق ومن قطع ذهبية من عيار 23 قيراط وبقيت الصالة في القطار لغاية العام 1900 وهي موجودة حالياً في متحف في نيويورك.

تشبه غرف القطار القصر الملكي والغاية منه أن تشعر الملكة أنها في قصرها. وقد تزين بالحرير والديكور والنباتات وإستعماله هو ترف غير متوفر للجميع. يسمح فقط لأعضاء العائلة المالكة بإستعماله والموظفين العاملين في القصر.

القطار في الحرب

بقي القطار سرياً لسنوات طويلة للسماح للعائلة المالكة بالتنقل بطريقة آمنة وسريعة وقت الحاجة. وكان مفيداً خلال الحربين العالميتين. وقد استقله الملك جورج الخامس للتنقل في أرجاء البلاد. كذلك الأمر بالنسبة للملك جورج السادس الذي تنقّل في القطار لزيارة مناطق كانت تتعرض للقصف أثناء الحرب وأدرك أن القطار آمن ويقي المسافر من الإعتداءات المسلحة. خضع القطار عام 1980 لتعديلات ساهمت في تحصينه ضد الرصاص والصواريخ والقذائف بلغت قيمتها 320000 جنيه استرليني، واجرى بعض أعضاء العائلة المالكة لمسات خاصة عليه منها مرآة للحلاقة في الحمام للأمير فيليب. وتعتبر الملكة اليزابيث ان القطار هو وسيلة التنقل المفضلة لديها.

غرف القطار

يتألف القطار من تسعة مقطورات وهو يضم صالة إستقبال، غرفة نوم وحمام للملكة اليزابيث وصالة استقبال وغرفة نوم وحمام لدوق ادنبرغ الأمير فيليب. وتضم المقطورات الأخرى صالة إستقبال وغرفة نوم وحمام للأمير تشارلز ومطبخ ملكي.

سرعة القطار

رغم التعديلات التي أجريت على القطار لم تكن السرعة أولوية، فهو يتمتع بسرعة محدودة تصل الى 100 كلم في الساعة وهي ضمانة لتفادي الحوادث وتوقيته دقيق جداً.

الأمير ويليام وكيت ميدلتون في جولة

في بداية العام 2000 قام الأمير ويليام وكيت ميدلتون بجولة على متن القطار في المملكة المتحدة وقد توقفا في اسكتلندا وبلاد الغال لتقديم الشكر للمنظمات والأفراد الذين ساعدوا ودعموا خلال جائحة كورونا. وقد دعت الملكة اليزابيث عام 2018 ميغان ماركل الى رحلة في القطار.