عقد وزير الثقافة الدكتور غسان سلامة والمايسترو عبد الحليم كركلا والمخرج إيفان كركلا مؤتمرا صحافيا مشتركا في مقر المكتبة الوطنية، للاعلان عن مشاركة مسرح كركلا في إبداعه الفني "ألف ليلة وليلة" على خشبة مسرح البولشوي العريق في روسيا، بحضور الكوريغراف أليسار كركلا، الفنانين: هدى حداد، جوزيف عازار وسيمون عبيد، الشاعرين سهيل مطر وشوقي بزيع، الدكتور نسيب بوضرغم، الدكتور كميل جبيلي، الكاتب سليمان بختي، المستشارة الاعلامية سارة بوضرغم ومهتمين.


بداية عرض فيلم مصور تضمن مقتطفات من ابرز القنوات التلفزيونية وكبريات الصحف العالمية التي أجرت مقابلات وكتبت عن مسرح كركلا والتكريم الذي ناله المايسترو والمخرج ايفان.
وزير الثقافة قال: "بعد مشاهدتنا ابرز المحطات لتكريم مسرح كركلا، نحن نجتمع اليوم لكي نهنئ أولا عبد الحليم كركلا وكل اعضاء فرقته على امر يحصل للمرة الاولى بدعوة فرقة عربية لتقديم عروضها الابداعية على خشبة مسرح البولشوي الذائع الصيت تاريخيا، وله من العراقة تكاد لا يصل اليها اي مسرح آخر في العالم".
واستدرك: "في الواقع ليست المرة الاولى التي تدعى فيها فرقة كركلا الى روسيا، وحدث ان دعيت منذ نصف قرن ثلاث مرات الى الاتحاد السوفياتي، ودعوة فرقة كركلا للمرة الاولى لتقديم ابداعها على مسرح البولشوي وسام آخر يضاف على صدر عبد الحليم كركلا وفرقته المبدعة. وفي هذا السياق، أؤكد ان ذلك مصدر فخر واعتزاز لدينا جميعا كلبنانيين".
وأضاف: "لأن بلادنا مرت في الخمسين سنة الماضية بتقلبات وحروب ومشاكل وانهيارات مالية وبكل انواع المصاعب التي يمكن ان تصيب بلدا مثل لبنان، لكن الفن بقي حيا، والثقافة بقيت مبدعة لأن المجتمع استمر على انتاج افضل ما فيه من مواهب وقدرات. وهذا يجب ان يدل على امر اساسي بأن الثقافة تنبع من المجتمع ولا تخلق بمرسوم حكومي بل تنبع من مجتمع حي وطموح يتجاوز العقبات ويبقى مبدعا في كل ظرف وفي كل مكان".
وتابع: "إذا كان ذلك ممكنا خلال السنوات الخمسين الماضية، فإن عبد الحليم كركلا لعب دورا محوريا أساسيا في يقظة المجتمع وفي مقاومة المجتمع للكسل واليأس وفي استمرار الابداع والطموح داخل مجتمعنا اللبناني. ونحن هنا لكي نشكر عبد الحليم كركلا وفرقته على هذا الاصرار والعناد الذي استمر عقودا من الزمن والذي يتوج اليوم بدعوة كريمة من احد اهم المسارح العالمية مسرح البولشوي في روسيا لتقديم ابداع فرقة كركلا".
وشكر المايسترو عبد الحليم كركلا وزير الثقافة على اهتمامه بدعم مسرح كركلا، وقال: "في تاريخ الشعوب، يتموضع الفن بالهوية والمقياس الفني والحضاري. ولكل مرحلة من حياة كل أمة أهميتها بالإنجازات التي يحققها المبدعون، أصحاب الرؤية الرائدة، الذين عاصروا تلك الحقبة، وكان لهم دور مميز في نهضة مجتمعاتهم الحضارية والثقافية. فالفنان برسالته: مرآة محيطه، إنساني الهوية، مسرحي البنية، يتحرر من كل العوائق لينطلق برسالته نحو الإنسان والإبداع".
وتابع: "رسالة مسرح كركلا، منذ انطلاقه، إرساء معالم إبداعية جديدة، تعلن بداية تحول نوعي في الشرق العربي، وإحياء قيم معرفية ثقافية، تعكس تطلعات أجيالنا العربية إلى ثقافة عالمية تستشرف المستقبل. لكن حرصنا على معاصرة حركة الزمان، هو بقدر حرصنا على التمسك بتراثنا الأصيل، ليبقى الماضي حيا في ضمير الحاضر، كامنا في اللاوعي بأناسه وأوطانه، بعاداته وتقاليده".
واستدرك: "عشت مسيرتي متخطيا الصعاب التي مرت على لبنان، وحاولت تقديم أرقى ما يمكنني من إبداع مسرحي، لأضع اسم لبنان على خارطة الفن الراقي في المسرح العالمي. كما حرصت على نشر رسالة عربية ثقافية على أرقى المسارح الدولية، في جولاتنا العالمية، كي نطوي الزمن الذي يحاول أن يطوينا. وفي خطوة غير مسبوقة في مسيرتنا التي تجاوزت النصف قرن، وبالتعاون مع مؤسسة "تشيكوف الدولية" في موسكو، سنحتفل بمسرحيتنا "ألف ليلة وليلة" لثلاث ليال، على خشبة مسرح البولشوي العريق، وهو من أهم مسارح العالم، والذي لم يسبق له أن استضاف أية فرقة عربية من قبل. هذه الدعوة تجسد لحظة مضيئة في تاريخ الثقافة العربية ومجد لبنان".
وأضاف: "ألف ليلة وليلة" التي شكلت مصدر إلهام لمخيلة الفنانين والمبدعين العالميين، ستعكس على مسرح البولشوي، إشراقات الشرق الساحر بأشكال جمال متنوع، وأزياء تعكس سمفونية من الألوان، تتلألأ على موسيقى ريمسكي كورساكوف وموريس رافيل".
وأردف: "أخيرا، أتوجه بالشكر والتقدير لمعالي وزير الثقافة، الدكتور غسان سلامة، وأقول: لنا على هذه الأرض إرث حضاري تاريخه من عمر الأبجدية، وما كان ليبقى إلا برؤية رواد الحضارة أمثالكم، الذين ساهموا في رقي حضارة أوطانهم. دمتم ذخرا للفن والحضارة".
يشار الى ان المايسترو كركلا والفرقة سيغادرون لبنان في 20 الحالي، لتقديم ٣ عروض على خشبة مسرح البولشوي في 23 و24 و25. ومن المقرر ان تستأنف العروض على خشبة مسرح كركلا في سن الفيل حتى نهاية آب/أغسطس المقبل.