في خطوة لافتة، زارت سفيرة النمسا لدى لبنان فرانزيسكا هونزوويتز فريسننغ، رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى الدكتورة هبة القواس في مكتبها في سن الفيل، وبحثتا سبل التعاون الموسيقي والأكاديمي المستقبلي بين المعهد ودولة النمسا.

وجاءت هذه الزيارة استكمالاً لما بدأته القواس من علاقات وطيدة مع النمسا ممثلة بسفيرها السابق لدى لبنان رينيه إيمري، والتي أثمرت العديد من الأنشطة الموسيقية واتفاقيات التعاون والتبادل الموسيقي والأكاديمي، إضافة إلى ما تمثله النمسا من أهمية بالغة على المستوى الموسيقي العالمي.

وانطلاقاً من حرص الدولة النمساوية على وجودها الثقافي والدبلوماسي في لبنان، أكدت السفيرة على ضرورة تمتين العلاقات وتكريس التعاونات السابقة مع الكونسرفتوار الوطني، وتفعيل كل تعاون للمرحلة المقبلة التي تحمل الكثير من المشاريع على الصعيدين الوطني والثقافي.

من ناحية أخرى أثنت فريسننغ على دور القواس الكبير في النهضة التي شهدها الكونسرفتوار في السنوات الأخيرة، ما خوّله أن يثبت حضوره الفاعل على المستوى الموسيقي والأكاديمي والعلاقات الدبلوماسية. وأبدت القواس اهتمامها بالتعاون مع دولة النمسا وذلك من خلال السفيرة التي تتمتع بشخصية مؤثرة وبفكر بنّاء وثقافة مميزة، ما يشكّل بداية لتعاون مستقبلي مثمر.

وأثمر اللقاء بين القواس و"فريسننغ" عن وضع خطط ومشاريع للسنة المقبلة، ولاسيما بعد تثبيت وقف إطلاق النار، ما يسهّل موضوع تنقل الموسيقيين من النمسا إلى لبنان وبالعكس.

هذا وطُرحت العديد من الرؤى، وذلك على قاعدة ما أسسته التعاونات السابقة والتي بنَت عليها السفيرة الكثير من الأفكار والمشاريع المستقبلية، بعدما لمست أهمية وجدية التعاون السابق مع رئيسة المعهد. ومما طُرح للبدء بتنفيذه عدة أفكار ثقافية وموسيقية، تتضمن مشاريع تعاون موسيقي دولي، منها دعوة موسيقيين وعازفين مرموقين وقادة أوركسترا نمساويين لتقديم سلسلة من الحفلات، بالإضافة إلى مشاريع تتعلق بالموسيقى التقليدية، بهدف إحياء التقاليد الموسيقية القديمة ودمجها مع روح الموسيقى العربية ضمن توليفات جديدة وفريدة.