على ركح مهرجان الحمامات الدولي، شكلت إطلالة راقصي باليه أوبرا تونس بمرافقة أوركسترا سيمفوني مصغر بقيادة عازف الكمنجة مهدي ذاكر، لوحة صوتية وبصرية في كوريغرافيا الفصول الأربعة أو "عرس الذيب" لإيميليو كالكانيو.

مجموعة من اللوحات، تعبر الزمان والمكان وتغوص في الحياة اليومية للتونسيين ارتسمت على الخشبة واستمدت واقعيتها من خصائص مسرح الحمامات. وعلى إيقاع صوت الأمواج وعناق الأضواء والسماء، اتخذت اللوحات بعدا يراوح بين السحر والواقعية ويستلهم تفاصيله من تناقضات اليومي ومن تعاقب الليل والنهار وتنافس الشمس والقمر.

قصة الفصول الأربعة التي تخطها الحياة في رحلة كل إنسان ظهرت على الركح بأكثر من مشهدية سعت من خلالها الكوريغرافيا إلى إعادة بلورة الواقع استنادا إلى أجساد الراقصين وتمثلاتهم لما حولهم.

قسوة الشتاء وحلاوة الربيع وسحر الصيف وتقلبات الخريف جميعها نقلتها إطلالة الراقصين في لوحات مزجت بين الكوريغرافيا والموسيقى وعكست كلّ فصل بما يحمله من خصائص.

على الخشبة تجسدت مواجهة جريئة بين موسيقى "فيفالدي" وموسيقى التكنو وأجساد الراقصين والراقصات الذين أضاف كل منهم من روحه وطاقته للعرض.