إلتقى الشاعر السوري نزار قباني بسيدة عراقية تدعى بلقيس الراوي، بعد عشر سنوات من طلاقة من زوجته الأولى، وذلك خلال أمسية شعرية أقيمت في بغداد عام 1962.
أخذت بلقيس إهتمام نزار بحضورها الباهر، فلم يتردد لحظة قبل البحث عن هويتها ومكان إقامتها، وتقدم لخطوبتها فور معرفته ببعض التفاصيل عن حياتها، إلا أن والدها رفض هذا الأمر رفضاً قاطعاً، متخوفاً من ما عرف عن الشاعر، وعن قصصه مع النساء وألاعيبه، ولكنه أحبها من النظرة الأولى.
رفض والد بقليس زواجهما رفضاً قاطعاً، إلا أن الطرفين كانا بالغي العناد، وقادهما عنادهما، وتشبثهما ببعضهما إلى العودة لبعضهما البعض، وبدآ يتبادلان رسائل الشغف والحب، في غفلة عن الأب، لسبع سنوات، حتى إذا دعي الشاعر للمشاركة في مهرجان المربد الشعري في العراق عام 1969، راح يروي على مسامع جمهور الذاهل فصولاً من قصته المؤثرة مع بلقيس.
وقد تناهى إلى مسامع الرئيس العراقي آنذك أحمد حسن البكر، هوية السيد التي كان يتحدث عنها نزار قباني، وعرف بالقصة التي جمعتهما مع كل ما تحمله من دلالات وأبعاد قومية وسياسية بالغة، فأوفد إلى أبيها كلاً من وزير الشباب العراقي شفيق الكمالي، ووكيل وزارة الخارجية شاذل طاقة، وكلاهما شاعران مرموقان، ليخطباها باسمه الشخصي لنزار قباني، فلم يكن أمام الأب جميل الراوي إلا الموافقة على طلب الموفدين، وتمت مراسم الزفاف بسرعة فائقة.
وإختار الثنائي الإقامة في بيروت، لأنها المدينة التي تشبه قصائده، وتتسع رغم ظروفها الصعبة، لأفكاره الجريئة وتعلقه المرضي بالحرية.
عاش الشاعر المبدع وزوجته التي تصغره بـ 16 عاماً حياة مليئة بالقلق والدمار، تبعاً للأحداث التي كانت تعيشها البلاد.
تساؤلات عديدة طرحها الجمهور، محاولين معرفة السبب الحقيقي وراء تمكنهما من المحافظة على زواجهما، قبل وفاة بلقيس في إنفجار السفارة العراقية.
بعد فترة من رحيلها، فاجأ الرئيس الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات نزار قباني حيتن أبلغه أن زوجته الراحلة تلقت تدريبات عسكرية في صفوف العسكر الفلسيطيني عام 1968 أي قبل عام واحد من زواجهما، وأنها وضعت نفسها مع بعض رفيقاتها العراقيات في تصرف الثورة الفلسطينية.