كانت بديعة خياطة فيروز وصديقتها وكانت تناديها بدّوع وكانت تراها قبل ظهورها على المسرح وترافقها في رحلاتها الطويلة خارج لبنان. مع تقدمها بالعمر شح نظر بديعة، وتراجعت قدرتها على السمع، فأهدتها فيروز جرساً أحضرته معها من غزة وكتب عليه "القدس" فكانت تستخدمه بديعة لمناداة الخادمة وتسعد بهزّه كل مرة تكون فيروز موجودة.
فجأة لم تعد بديعة ترتدي إلا الثياب السوداء. خسرت نصف وزنها أو أكثر. إمتنعت عن الطعام وعن الخروج من المنزل. باءت كل محاولات عائلتها ومحاولات فيروز بالفشل لإقناعها بتناول الطعام والخروج من المنزل. زياد كان يزورها أيضا وحاول إخراجها من عزلتها لكنه لم يوفق. كانت تحبه مثل ابنها وكانت تسأل فيروز "قوليلي هلق هوي مغروم ولا لأ" خلص بقى، لازم يتجوز ويجيب ولاد". كانت تبتسم حين تطلّ فيروز وترافقها الى الباب وتحذّرها قائلة: "انتبهي ما توقعي". قبل وفاتها بيومين سقطت على الدرج، ثم دخلت في غيبوبة. توفيت عام2013.