يقدم "Art Design Lebanon" معرض كرستين صافتلي الفردي الأول الذي يحمل عنوان "الحياة ما بعد الذات"، والذي يضمُّ 31 لوحة ورسمة إلى جانب عملَين نحتِيَّين جديدَين.

حصل المعرض على تمويل جزئي من مؤسّسة "المورد الثقافي".
يدعم مفهوم "ما بعد الإنسانية" ممارسة صافتلي في استجوابها لفكرة الانفصال بين الذات الإنسانية وبيئتها، في سعيٍ إلى سدّ الفجوة الذهنيّة بين "نحن" و"هُم". تتحدى الفنانة معتقدنا المُضلِّل بالمركزية الإنسانيّة من خلال تسليط الضوء على التفاعل الإشكالي والمعقّد بين البشر وغيرهم من الكائنات الواعية التي غالباً ما يتمُّ عزلها وتجاهلها باعتبارها كيانات تفتقر إلى أي شكلٍ من أشكال الذكاء. تعمل مجموعة أعمال صافتلي الأخيرة على تعميق تحقيقها واستقراءها للتّشابك الكامن بين الإنسانية والتكنولوجيا. تستخدم الفنانة وسائط متعدّدة في أعمالها التي تُعَدُّ بمثابة شهادة على تأثير التكنولوجيا على عقلنا وتركيبنا البنيويّ وسياساتنا الهيكليّة. من خلال دمجها لموادٍ مخنلفة، تسعى صافتلي إلى إظهار النُّظُم البيئية المتداخلة التي غالباً ما يستملكها البشر، سواءً كانت بيولوجية أو تكنولوجية.
يقدّمُ المعرض أربع مجموعات فنية هي "شجرة الليمون"، "وقت الحَصاد"، "غابة عذراء عند غروب الشمس" و"إبحار"، تستحضرُ فيها صافتلي الاصطناعيّ والسامّ وتربطهما بالصُّوَر الأليفة والشاعرية للطبيعة البكر. على سبيل المثال، تقدّم الفنانة في مجموعة "شجرة الليمون" رسومات تستخدمُ، وبأسلوبٍ مازحٍ ومَرِح، مادّتَي الأكريليك والفحم على أغطية طاولات بلاستيكية نرى عليها عناصر بصريّة متكرّرة لنبات الليمون. يتناقض الليمون بوصفه رمز حيّ للزراعة والطَّبخ في لبنان ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، مع التأليفات المشؤومة للجسد والبنى التحتية التي تقوم الفنانة باستدعائها بطريقةٍ نظاميّةٍ ومنهجيّة.
في "الأنواع الواعية"، تُزاوجُ الفنانة بين التّصوير والتّجريد على مادّة الورق، لتُظهِرَ الترابط والتبادليّة الموجودة بين جميع الكائنات الواعية، مع تحويل التركيز بعيداً عن البشر كنقطة مرجعية مركزية.
أخيراً، تعملُ سلسلة "الاستعزاز البشري"، إلى جانب المنحوتتين اللتين تحملان عنوان "آلة أنثروبولوجية"، والمؤلّفة من الأسلاك والنسيج والمسامير ولوحات الدوائر وغيرها من مكونات البنى التحتية، على استجواب النُّمو التكنولوجي للبشر والتداعيات الناشئة عنه.
في هذه الأعمال، تتأمّلُ كرستين صافتلي في علاقة الإنسانية بالآخر الباطن والظّاهر، مخاطبةً قضايا مثل الحرب وانهيار البنى التحتية والسُّميّة البيئية. ينظرُ المعرض إلى البشر، وعلى الرُّغم من عدم تماثلهم، على أنهم نوع معرقلٍ ومعطّلٍ بين أنواع أخرى كثيرة. يسعى المعرض إلى إثارة رغبة الزائرين في التمرُّد ضد الرغبة في السيطرة على الطبيعة، وإلى تصوُّرٍ جماعي لشكل من أشكال الحياة الذي يتجاوز الذات الفردية المُقيَّدة والمكبوحة.
المعرض في الحمرا في لبنان من الثلاثاء 27 شباط/فبراير حتى السبت 27 نيسان/أبريل 2024 من الساعة 12 ظهراً حتى الساعة 7 مساءً يوميًا ما عدا أيام الأحد والاثنين.