من منا لا يذكر "بهلول" الذي أبدع في أدائه الممثل السوري الراحل عصام سليمان، في مسلسل "البناء 22"، الذي عرض في تسعينيات القرن الماضي.
بدأ عصام سليمان مسيرته الفنية على خشبة المسرح العسكري بدمشق، وكان له حضور متميز حيث كان يروي طرائف من حياة الجنود بدقة فريدة.
تعود أصول عصام إلى محافظة طرطوس في سوريا، من مواليد مدينة حمص 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1953.
شارك سليمان في العديد من الأعمال التي ميزته ضمن شخصية معينة أحبها كل من تابعها. إلا أن شخصية "بهلول" هي الأكثر شهرة للممثل الراحل. رحل عصام عن العالم باكراً، إذ أصيب بمرض السرطان وهو يبلغ من العمر 54 عاماً، وكانت حالته المادية لا تسمح بتغطية نفقات العلاج، فعاش فقيراً، ومات فقيراً.
كان "بهلول" متأثراً كثيراً بجدته "عصفورة"، التي تعيش في قرية "الكفرون"، والتي كانت محور تشكيل شخصيته المميزة.
كان "بهلول" نسخة عن جدته في الشكل والمضمون، إذ كانت الجدة ذات شخصية متفردة، يحبها الناس، فحمل "بهلول" جيناتها المتعلقة بخفة الظل والأسلوب اللطيف، وقدمها على الشاشة، فجسدها بأسلوبها وتصرفاتها، لينال المحبة ذاتها في وقت قصير.
وإلى جانب دوره في مسلسل "البناء 22"، شارك عصام في مسلسلات أخرى، منها: "القبضاي بهلول"و "عيلة سبع نجوم". وكان مسلسل "يوميات فهمان"، آخر عمل يظهر فيه قبل وفاته.
ترك سليمان أثر في نفوس الصغار قبل الكبار، إذ كان ينشر البهجة والفرحة في نفوسهم بأدواره الترفيهية والكوميدية. لذلك ما زال الجمهور يتذكرونه ويتابعون أعماله التي تنتقل عبر الأجيال حتى الآن.
يذكر أن عصام سليمان تميز أيضاً بصوته الجبلي القوي الذي يتجسد في أغنية “ردوني يا أهلي وناسي” وأغنية “ماني فاضي”.