منذ أن انطلقت السينما العربية عام 1895، حاول الكثير من المنتجين تلوين الأفلام يدوياً بالفرشاة للنسخ السالبة الأصلية، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل، وبعد أن اخترع المصور الضوئي الإنجليزي ج.

أ سميث تقنية ثنائية الألوان عام 1907، بدأت المحاولات لنقل هذه الصناعة الجديدة للأفلام إلى السينما العربية.
ظهرت الألوان في السينما المصرية لأول مرة عام 1946، إذ احتوى الفيلم المصري "لست ملاكا" على مشهد واحد ملون. الفيلم من إخراج محمد كريم وبطولة الموسيقار محمد عبد الوهاب.
وبعد سنوات من المحاولات، كان فيلم "بابا عريس" أول فيلم مصري يظهر كاملاً بالألوان الطبيعية، عام 1950، وهو من تأليف وإخراج حسين فوزي، الذي درس الإخراج وفن السينما في إيطاليا.
اختار المخرج فوزي لدور البطولة، زوجته الفنانة نعيمة عاكف، إلى جانب العديد من الممثلين، منهم شكري سرحان وكاميليا وماري منيب وعبدالسلام النابلسي وحسن فايق.
وتدور أحداث الفيلم حول رب أسرة يترك زوجته وابنتيه لكي يتزوج من امرأة لعوب، فتقرر الفتاتان أن تعيدا الأب إلى أحضان الأسرة، فتتعرضان لمحاولة احتيال من قبل أحد الشبان.
وفي عام 1951، خاض الفنان الراحل محمد فوزي تجربة تلوين فيلمين له في فرنسا، هما "الحب في خطر" و"نهاية قصة"، لكن عندما كانا في طريقهما إلى القاهرة، احترقا.
وفي عام 1956، تم إنتاج فيلم "دليلة" بالألوان بتقنية نظام سكوب المؤمن من الإحتراق بعد التلوين. الفيلم من بطولة الفنان الراحل عبد الحليم حافظ وشادية وحسين رياض. وكان الفيلم انطلاقة لانتاج الأفلام الملونة بهذه التقنية.
وأصبحت معظم الأفلام في السبعينيات تُنتج بالألوان، وتم إنشاء أول معمل لتحميض الأفلام الملوّنة في مصر والشرق الأوسط عام 1958 من قبل ماري كويني.