في مثل هذا اليوم، رحل عميد الأدب العربي، طه حسين، الذي توفي في العام 1973 عن عمر يناهز 84 عاماً، خلّف وراءه إرثاً أدبياً وثقافياً.
ولد طه حسين في محافظة المنيا بصعيد مصر عام 1889، وهو أديب وناقد ومفكر مصري. لقّب بـ"عميد الأدب العربي"، كما يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة.
عاش طه حسين في عائلة كبيرة مكونة من 13 طفلاً، وكان ترتيبه السابع بينهم. وتعتبر العائلة من الطبقة الفقيرة، إذ كان الأب حسين علي موظفا صغيرا في شركة.
أصيب طه حسين بعدوى في العين، وهو بعمر الأربع سنوات، إلا أن سوء التعامل مع هذه العدوى أدى إلى فقدان بصره. أدخله والده الكتّاب لتعلم اللغة العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم، وأتم حفظ القرآن وهو في التاسعة من عمره في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده.
دخل طه حسين جامعة الأزهر في القاهرة، واكتسب فيها معرفة دقيقة بالنحو والفقه والبلاغة، ونال شهادته التي تخوله التخصص في الجامعة. ثم التحق بجامعة القاهرة عام 1908. حصل على درجة الدكتوراه عن أطروحته عن الشاعر والفيلسوف أبو العلاء المعري، ويعتبر أول طالب يحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة، وبعدها حصل على درجتي الدكتوراه الثانية والدبلوم من جامعة السوربون الفرنسية.
تزوج طه حسين من سوزان بريسو، وهي امرأة التقى بها أثناء دراسته في جامعة مونبلييه بفرنسا، جاءت لتقرأ له الكتب لأنه لم تكن تتوافر حينها طريقة الـ"برايل" المصممة خصيصاً لمساعدة المكفوفين على القراءة. وأنجب منها إبنيهما أمينة ومؤنس.
كتب طه حسين نحو 60 كتاباً، بينها 6 روايات، أبرزها "الأيام" و"دعاء الكروان" و"المعذبون في الأرض" و"في الشعر الجاهلي"، وكتب نحو 1300 مقالة، وتُرجم أكثر من 12 عملاً له إلى لغات عدة، على رأسها الفرنسية.
تحوّلت بعض أعمال طه حسين إلى أعمال سينمائية وتلفزيونية وإذاعية، منها: "دعاء الكروان"، "الأيام"، "الوعد الحق"، "أحلام شهرزاد" و "جودت بيك".