"إسرائيل تتحدث بالعربية"، عنوان صفحة على إحدى منصات التواصل الإجتماعي، أثارت ضجة واسعة وحيرة كبيرة في صفوف المتابعين، بسبب ظهور شابة لطيفة عليها، ذات ملامح مألوفة، وهي تعزف على البيانو، وتؤدي أغنية "أعطني الناي وغني" للسيدة فيروز، بإحساس عالٍ، مع عبارة "فيروزيات من إسرائيل".
هذه الفتاة هي الفنانة الإسرائيلية تمارا شوقي، إبنة الجيل الثاني ليهود لبنان في إسرائيل، والتي تعدّ مفتاحاً قوياً للترويج لدعاية "انفتاح إسرائيل ثقافياً كما لو أنها لوحة فسيفساء".
من هي تمارا شوقي؟
تمارا شوقي، فنانة إسرائيلية من أصول لبنانية، تعيش في إسرائيل، وتغني باللغة العربية. والداها هما شوقي ودوريت، وهما أيضاً فنانان، إلا أنهما لم يحظيا بالشهرة التي حظيت بها إبنتهما.
أما جداها، واللذان بدأت قصة الفن في العائلة معها، فهما الفنانة اللبنانية أمل شوقي والملحن اللبناني سليم شوقي.
في تلك الأيام، كانت تعدّ أمل شوقي واحدة من أبرز مطربات إذاعة لبنان، عرفت بإسم نرجس، وذاع صيتها في أرجاء العالم العربي كافة.
تزوجت من الملحن اليهودي اللبناني سليم بصل، والذي اشتهر بإسم سليم شوقي، وشكلا سوياً ثنائياً فنياً ناجحاً.
في أواخر ستينيات القرن الماضي، أي بعد مضي حوالى الـ 21 عاماً على إعلان الدولة العبرية، ومع حملات نزوح اليهود من كل أنحاء العالم إلى الأراضي الإسرائيلية، خرج الجدان من لبنان، وتحديداً من طرابلس في الشمال هرباً إلى إسرائيل، وذلك بعدما حامت حولهما شكوك في شأن اتصالهما بأشخاص في إسرائيل.
عاش الجدان مع إبنهما شوقي في إسرائيل، وبعد عدة أعوام تزوج شوقي من دوريت اليهودية المهاجرة من هنغاريا، وأنجبا طفلتهما الوحيدة تمارا، والتي نالت شهرة لا تقل عن شهرة جدتها.
تمارا شوقي درست الجاز والكلاسيك في الأكاديمية الموسيقية بالقدس، نفذت أعمالاً مشتركة مع منتجين وفنانين من عرب 48 محليين مغمورين. وقدمت حفلات في إسرائيل وخارجها، وهي تعتز بموروثها العربي، وستظل تحاول إحياء الموسيقى العربية ألحاناً وغناءً لفنانين عرب كبار.