بالرغم من أن موهبتها كبيرة وأداءها رائع، إلا أن الممثلة المصرية الراحلة أمينة نور الدين، لم تترك أثراً حقيقياً في ذاكرة الجمهور، الذي تمكن من نسيانها بسهولة.
فترة إمتهانها التمثيل لم تكن طويلة، فهي دخلت المجال الفني في أواخر الثلاثينيات، واستمرت فيه حتى منتصف الخمسينيات، تخصصت بأدوار الشر، ونجحت بأن تكون من أكثر الممثلين المكروهين بين الجمهور، خصوصاً بعد دورها في فيلم "مؤامرة" عام 1953 للمخرج كمال الشيخ، ودورها في فيلم "سامية رشدي".
بدايتها الفنية
أمينة نور الدين من مواليد الإسكندرية في الـ 15 من شهر آذار/ مارس 1910، والدها مهندس يدعى علي نور الدين، وتلقت تعليمها في مدارس الفرنسيسكان.
دخلت عالم الفن والتمثيل أثناء دراستها في الثانوية، حيث كانت المدرسة تقيم حفلات تمثيلية، وتعلمت العزف على البيانو على أيدي متخصصة.
عملت في السفارة البولندية، كما بإحدى المجلات الفنية كصحافية، لكن لم تنسَ حبها للفن، حتى كانت تحرص على متابعة الأنشطة المسرحية وتقيم علاقات مع الفنانين وراء الكواليس.
إستقالت أمينة من علمها في السفارة، وإلتحقت بالمسرح القومي براتب شهري منخفض للغاية، وأصبحت عضو في الفرقة القومية عام 1935، وكان أول أدوارها في مسرحية "المتحذلقات" من أعمال "موليير" مع الممثلة المصرية راقيه إبراهيم.
أما أول أدوارها في السينما فكان بفيلم "عمر وجميلة" عام 1937، لتصل أعمالها السينمائية إلى 14 فيلماً تقريباً، ويمكن القول إنها أدت بطولة فيلم واحد وهو "عادت إلى قواعدها" مع الممثلين علوية جميل ويحيي شاهين ومحمود المليجي.
إبتعادها عن التمثيل ووفاتها
قدمت أمينة نور الدين آخر أفلامها عام 1956، لتقرر بعدها أن تبتعد عن التمثيل بشكل نهائي حيث شعرت أن هذا المجال لا يشبهها، وقررت أن تفتح فندقاً أطلقت عليه إسم "لونشان"، واستطاعت أن توفر فيه كل أسباب الراحة، لذلك اعترفت به الحكومة المصرية والهيئات السياحية كفندق من الدرجه الاولى.
لم تتوقف عنها العروض الفنية، رغم إبتعادها عن الفن لفترة طويلة، حتى أنها كانت على وشك أن توافق على بطولة إحدى مسرحيات المخرج حسن عبد السلام، إلا أنها تراجعت بسبب تضارب وقتها مع وقت إهتمامها بإبنتها.
رحلت أمينة في شهر كانون الثاني عام 2002 عن عمر يناهز الـ 92 عاماً، وكانت قد كشفت في أحد الحوارات الصحفية، أن الممثلين المصريين أنور وجدي ويحيى شاهين كانا قد تقدما للزواج منها.
وقد أشيع سابقاً أن أمينة هي والدة الممثلة المصرية نادية الجندي، وذلك بسبب التشابه في ملامحهما، وبسبب الظروف الغامضة والمتشابهة التي تحيط بعائلتيهما.