لم تمر الراقصة المصرية نعمت مختار مرور الكرام على الساحة المصرية، بل تركت بصمة كبيرة كشخص عاش مع عقدة ذنب طوال حياته، وحاول التكفير عنها بشتى الطرق.
ولدت نعمت مختار، وإسمها الحقيقي نعمية محمد مصطفى، في 30 كانون الثاني عام 1932، وهربت مع والدتها من والدها وعائلته إلى بور سعيد.
وأقامت نعمت في منزل راقصة تدعى نبوية سليم، تنظم حفلات للباشوات والقامات المرموقة في المجتمع، وبدأت بعدها الرقص في شارع محمد علي.
ومع تقدم الوقت، اقترن إسمها بأسماء فنانين من الصف الأول، منهم أم كلثوم وفريد الأطرش، وتمكنت من المحافظة على مستوى مرموق في رقصها.
إنطلقت بعدها إلى العمل في التمثيل، والتقت المخرج التلفزيوني يوسف مرزوق، الذي دربها على التمثيل، وشاركت بدور في مسلسل " بنت الحتة"، لتشارك بعدها في مسلسلات عديدة، منها "سعدية الغجرية".
وأثارت نعمت حالة من الجدل الواسع، بعد أن ظهرت ترقص وهي تضع حول رقبتها عقداً فيه مصحف، وأدى ذلك إلى إتخاذ الرقابة إجراءات ضدها، وتمت محاكمتها.
وبنت نعمت مختار مسجداً من مالها الخاص، وتكتمت على الموضوع، وظل الأمر سراً حتى لا يقابل بضجة إعلامية كبيرة، كما حدث مع واقعة المصحف، إلى حين إنتهاء البناء تماماً.
وفي عام 1974، قررت نعمت إعتزال الرقص والتمثيل، وقالت لمجلة الموعد اللبنانية إنها استردت حياتها، وأصبحت تعيش مع الله أجمل أيام حياتها، ووجدت سعادتها في تقربها منه، وابتعدت عن الرقص في لحظة اعتبرتها يوم ميلادها الحقيقي، وقالت إنها لا تندم أو تتنكر لكونها راقصة.
وأضافت: "على العكس، يشرفني أنني بدأت راقصة، لكنني رقصت للبحث عن لقمة العيش، بعدما أقفلت في وجهي كل الأبواب".