لم يقدم الممثل المصري الراحل رشدي أباظة أي اعمال تلفزيونية، وكان دائماً يقول: "أنا ممثل سينمائي فقط".
وفي عام 1979، عرض عليه المخرج عادل صادق مسلسل بعنوان "الصفقة"، بطولة الممثلين، فكري أباظة، حسن حسني، صفاء أبو السعود وحمدي أحمد، ليوافق رشدي أباظة على المسلسل بسبب قلة الأعمال السينمائية في ذلك الوقت.
ليتفاجأ رشدي أباظة عند التصوير بآلام شديدة إضطرته لإيقاف التصوير لمدة 4 أيام، ومع عودته للتصوير عادت الآلام مرة أخرى بشدة وإضطرته للسفر والخضوع للفحوصات ليتبين انه مصاب بورم خطير في الدماغ، وأنه لا بد من إجراء عملية جراحية وإستئصال الورم، ليتوفى بعد ذلك عام 1980 متأثراً بمرضه.
دخل رشدي أباظة إلى مستشفى العجوزة بعد معاناة مع سرطان الدماغ، وكانت ابنته قسمت قد ذهبت إليه وهي تحمل حفيده الأول، لكنه لم يتمكن من رؤيته أكثر من مرة واحدة، ولم يكن أحد يعلم بأنه في المستشفى سوى شقيقه فكري أباظة وزوجته الممثلة حياة قنديل ونادية لطفي أقرب صديقاته، والتي أجلت سفرها إلى لندن لكي تظل إلى جواره في مرضه، وقيل إن والدته علمت بأنه في المستشفى ولكنها رفضت الحضور لرؤيته بسبب الخلافات الشديدة بينهما، ولكنها عادت بعد وفاته وكان أول لقاء بينها وبين حفيدتها قسمت.
وكان وقتها يصور فيلم "الأقوياء"، لكنه شعر بتعب أثناء تصوير أحد المشاهد، وأكمل دوره الممثل صلاح نظمي، ورفض أن يعالج على نفقة الدولة وأعطى شقيقه شيكاً مفتوحاً، ليتمكن من سداد نفقات المستشفى والعلاج.
وقد توفي في 27 تموز/يوليو عام 1980، عن عمر يناهز الـ53 عاماً، ودفن في مدفنه الخاص بنزلة السمان، وليس في مدافن الأسرة الأباظية، وتجمع حول المستشفى عدد كبير من محبيه فور إعلان خبر وفاته، وبعد إعلان وفاته أصيبت نادية لطفي بالإغماء وإنهارت ابنته.
وكان رشدي أباظة قبل وفاته يأمل بأن يغادر المستشفى في أقرب وقت، وطلب من إبنته أن تحضر له السيناريوهات ليقرأها، ولكن قبل وفاته بيوم فقد ذاكرته تماماً، ولم يعد يعرف الأشخاص الذين كان يراهم، وفقد قدرته على النطق وإنتابته نوبة عصبية.