ممثل وموسيقي وفنان ومصمم رقصات سوري، ولد في العاصمة دمشق عام 1941، بدأ انطلاقته الفنية من خلال فرقة (أمية) للفنون الشعبية والاستعراضية، ثم دخل إلى مجال التمثيل عندما عمل للمرة الأولى مع الفنان دريد لحام، الذي شاركه في بطولة العديد من المسرحيات الشهيرة، منها "كأسك يا وطن، وشقائق النعمان، وضيعة تشرين، والعصفورة السعيدة".
كما شارك في غالبية مسيرته الفنية في الدراما السورية، ومن أشهر أعماله: "باب الحارة، يوميات مدير عام، يوميات جميل وهناء، حمام القيشاني، عيلة ست نجوم، غزلان في غائبة الذئاب، ليالي الصالحية، وأبو المفهومية".
الممثل السوري القدير حسام تحسين بيك حل ضيفاً على موقع "الفن" عبر الحوار الآتي .
أنهيت مؤخراً تصوير مشاهدك في مسلسل "الرابوص"..حدثنا عن دورك .
أؤدي شخصية "سائق سيارة" يستلم زمام أمور معلمه ويشاركه تفاصيل حياته لدرجة أنه يتولى دفن جثة زوجته بعد قتلها بسبب الخيانة.
الدور مختلف قليلاً عن الأدوار التي جسدتها من قبل كما أن العمل مميز بشكل عام.
شاركت في مسلسل "حكم الهوى" فما التفاصيل؟
لا أستطيع الإفصاح عن الدور أبداً فشخصيتي بسيطة جداً، ومشاركتي في العمل عبارة عن حلقة واحدة.
كتبت مؤخراً مسلسلاً شامياً بعنوان "الكندوش"، ما الجديد الذي يميز هذا العمل عن غيره؟
يتناول حقبة الأربعينيات من القرن المنصرم ويصوّر الشام بشكلها الحقيقي مع تأثيرات درامية وفيديوهات حقيقية تستعرض أدبيات الحارة والقوانين المطبقة آنذاك، إضافة إلى التطرق للجانب السلبي القليل فيها.
كان لك نقد كبير لأعمال البيئة الشامية، فهل تفاديت السلبيات؟
لستُ أفضل من قدّم أعمال شامية، ونقدي لما تقدّم جاء منذ أكثر من 5 سنوات كونه لم يشابه بيئتنا الحقيقية بأي شكل، بل كان من وجهة نظري تشويهاً للبيئة.
فليس هناك بالتاريخ ما يوثق خلافات الحارات الشامية وحروبها المستباحة كما يعرض في المسلسلات بل على العكس تماماً، الناس كانوا طيبين جداً ومتفاهمين ويشبهون إلى حد كبير جدران الحارات بتلاصقهم كما أن البلد كانت بغاية الجمال وهذا ما يتطرق إليه "الكندوش".
أين عنصر التشويق في "الكندوش" إن كانت البيئة بهذه المثالية؟
هناك مفاصل تشويقية ستجذب المشاهد حتماً، إضافة إلى الأغاني التي وظفتها في العمل والتي تحاكي التراث السوري من حيث المعنى والشكل واللحن، يؤديها شخص يسمى "أبو حدو" وهو "كاراكوز" الحارة وعنصر أساسي في أحداث المسلسل، وأظن أن ذلك سيضفي عنصراً جمالياً على العمل ككل.
ما رأيك بتجربة الكتابة وهل تعتبر نفسك كاتباً؟
تجربة جميلة، لكنني لستُ بكاتب وإنما غيرتي على البيئة دفعتني لتقديم مثل هذا العمل. فصنّاع الأعمال الشامية كما قلت سابقاً يقدّمون صورة مغايرة تماماً يرفضها كبار السن مثلي كونهم عايشوا هذه الحقبة من الزمن بتفاصيلها على عكس جيل الشباب المراهقين الذين سيظنون أن ذلك هو تاريخ أجدادهم وعملية إقناعهم بالحقيقة ستكون مهمة صعبة، والأمر سيان بالنسبة للمشاهد العربي في البلدان الأخرى.
شاركت بأعمال بيئة شامية على الرغم من نقدك الكبير لها.. ما السبب؟
بصراحة العامل المادي له دور كبير في قبول مثل هذه الأدوار، وأقر بأن رفضي أو انتظاري للدور المناسب سيجعلني حرفياً بلا عمل.
إذاً هل سنشاهدك في الأجزاء الجديدة من "باب الحارة"؟
لا أبداً، فقد اكتفيت بالجزأين الأول والثاني.
برزت في الكوميديا لكنك غيّبت عن هذه الأدوار مؤخراً.. لماذا؟
كان لي دور مميز في سلسة النجوم لكنها استوفت شروطها، كما أن كتابة الكوميديا أصبحت قليلة في هذا الوقت، لكن هناك عمل بيئة شامية كوميدي يسمى "الزايف" مكوَن من 60 حلقة سيبصر النور قريباً.
ما هو أكثر دور كوميدي محبب إلى قلبك؟
هناك شخصيات ليست كوميدية بالمعنى المطلق بل خفيفة الظل حفرت في قلبي مثل شخصية "دوشيش" في مسلسل "أيام شامية".
كيف تقيّم الكوميديا بالسنوات الأخيرة؟
بصراحة، يتوجب عليّ هنا شكر كل القائمين على الأعمال الدرامية والكوميدية كونهم يبذلون مجهوداً مضاعفاً بالفترة الأخيرة في ظل الظروف القاسية جداً. فالأعمال التي قدمت بغض النظر عن ضعفها أو قوتها ما زالت متابعة في الوطن العربي وقد عادت للبروز مجدداً وهذا صمود للكوميديا والدراما ككل.
تمتلك صوتاً جميلاً لكنك ابتعدت عن الخط الغنائي واكتفيت ببعض التجارب القليلة.. ما السبب؟
لا أعتبر نفسي مطرباً على الإطلاق، فأنا شبه مؤدٍ لا أكثر، قمت بتقديم صوتي على المسرح ومن خلال الأعمال التي شاركت فيها.
توجهت بالفترة الأخيرة للحفلات الغنائية بدار الأوبرا.. فما الجديد الذي تقدمه في هذا المضمار؟
قمت بتقديم ما يسمى الفن السوري لأعيد هوية الأغنية السورية، لكني لا أستطيع الاستمرار في هذا الخط وحدي إذا لم ألمس نوعاً من المؤازرة من الملحنين وكتّاب الكلمات.
جديدي في المضمار هو عمل آخر قريب سيكون بمثابة جزء ثانٍ مختلف عن السابق تماماً لكن أرجو أن يسعفني الوقت والجهد في زحمة أعمالي الحالية.
ما المعوقات التي واجهتك في الحفل الأول؟
لا يوجد معوقات بقدر ما هناك إهمال تلفزيوني وتغطية غير منظمة وتصوير خاطئ وأرشفة نمطية من دون تقييم أو تقديم صحيح للأعمال المقدمة أو حتى احترام للجهد المبذول.
ما رأيك بأداء عاصي الحلاني لأغنيتك "نتالي" التي قمت بتأليفها وغنائها؟
عاصي الحلاني مطرب مهم جداً، لكن لديّ ملاحظة حول أدائه للأغنية، وهي طريقة غنائه لها، فعاصي غناها على طريقته الخاصة وليس على طريقة حسام تحسين بيك، وكان من المفترض عليه ذلك كما فعلت ميادة بسيليس.
خضت تجربة الكتابة إلى جانب التمثيل.. فلماذا لم تتوجه للإخراج؟
لا أستطيع تحمل هذه المسؤولية حقيقة، إنها مهمة قاتلة بالنسبة لي. فأنا أخشى الوصول لأعلى درجات العصبية أو حتى "الجلطة" إذا ما أسيء فهمي وتم إيصال الفكرة التي أطمح إليها بشكل خاطئ.
ما دور السينما في حياتك؟
شاركت مؤخراً في فيلم "أنا وأنت وأبي وأمي" ولقيت استحساناً كبيراً من قبل المخرج عبد اللطيف عبد الحميد الذي كرّمني بكلماته اللطيفة.
شكّلت مع دريد لحام ثنائياً رائعاً.. لماذا لم نركما بعمل آخر مشترك؟
كنا على وشك تقديم عمل في قطر لكن اندلاع الأحداث في تونس والوطن العربي حالت دون استكماله.
هل تتمنى الرجوع إلى الأعمال القديمة؟ ما هو أكثر عمل مطبوع بذاكرتك؟
هناك الكثير من الأعمال القديمة الجميلة لكنني سأبالغ لو قلت إن هناك ما هو مطبوع بذاكرتي، فهناك أعمال مختلفة عديدة وأدوار متنوعة محببة لي.
ما المقومات التي ما زالت تحتفظ بها الدراما السورية والأخرى التي فقدتها؟
لا يوجد مقومات وإنما أغلب الأعمال المقدمة متأثرة بالشكل المزاجي للكتّاب، فهناك من تألق في مكان وهبط في مكان آخر.
هل تعتبر أنك استوفيت حقك في الفن؟
طبعاً، خصوصاً أنني مارست المهنة من محض الصدفة، فأنا لست سوى راقص فنون شعبية وهدفي لم يكن التمثيل على الإطلاق، لكن القدر لعب دوراً في أن أصبح ممثلاً وكاتباً للسيناريو ومطرباً بعفوية مطلقة ومن دون ضغط من أحد.
أنت من الأشخاص المقربين من عائلتهم .. ماذا تعني لك الأسرة؟
أهم شيء في الحياة .. هي كل شيء بالمعنى الحرفي للكلمة.
هل شجعت أولادك على دخول الوسط الفني أو كانت لك وجهة نظر مغايرة؟
لا أبداً لم أشجعهم على الدخول إلى الفن أو أعزز الفكرة فيهم إنما كان ذلك اختيارهم، حتى أن ابنتي نادين دخلت المجال مثلي ومن باب الصدفة لكن إبداعها في الأداء جعل الطلب عليها كبيراً.
لماذا لم نرك بأعمال تجمعك بأبنائك؟
على العكس اشتركت سابقاً مع ابنتي وحالياً ابني مشارك في "الرابوص" أيضاً، ولو أن الأمور بيدي لجمعت كل أبنائي وأحبائي في عمل واحد.